لدي ملابس رياضية رخيصة ويبدو عليها ذلك, كنت قد اشتريتها قبل أن أقدر على شراء العلامات التجارية مبالغة السعر، وحتى بعد شراء بعض الملابس الغالية والتي يبدو عليها ذلك أيضاً، فلا زلت أرتدي ملابسي القديمة تلك.
لكنني قد لفت إنتباهي أن رجل الأمن على باب النادي يطالبني بإظهار بطاقة الإشتراك في كل مرة أرتدي ملابسي القديمة. وإن أخبرته أنني نسيتها في السيارة، يطالبني أن أذهب وأحضرها له إحتراماً للنظام. وفي كل مرة أرتدي فيها ملابسي النايكي يتجاهل سؤالي عن الإشتراك وعن إسمي وأين أذهب ويتجاهل رؤيتي تجاوزاً للنظام.
ليس رجل أمن النادي فقط هو الذي يصنف الناس بفاتورة شراء ملابسهم، ولكن كل رجال الأمن لا يستطيعون ممارسة مهامهم كما يجب إذا كانوا يعملون في أماكن يرتادها أناسٌ يبدو عليهم أنهم أغنياء، فلا يستطيعون تطبيق النظام في كل وقت، وكأن لديهم شعور أن الأغنياء سريعي التأثر وأنهم إذا انزعجوا منهم من الممكن أن يُفقدوهم وظيفتهم. وأن الأغنياء أقارب مديريهم ورؤسائهم وأنهم مدعومون من الطبقة العليا أكثر من رجل الأمن أو مسؤول النظافة أو متفحص التذاكر. وأن الخلافات بينهما لا تذهب دائماً في اتجاه من كان محقاً، ولكنها تذهب في اتجاه من كان أقرب شبهاً للمديرين.
في الحقيقة يبدو دخولي النادي بهذه البساطة أمراً تافهاً. لكنه يعني أننا نعيش في مجتمع مخترق طبقياً ونفسياً وأمنياً. الفقراء الذين يُطبقون النظام غير مدعومين من أحدٍ حتى مديريهم، وإنَّ خوفهم الدائم من تخلي الناس عنهم، جعلهم محرومين من هيبتهم وأفقدهم سلطتهم المطلوبة لأداء وظائفهم. وأن علامةً تجاريةً معروفةً أو عطراً فرنسياً له كاريزما أو مفتاحَ سيارة، لديهم القدرة على أن يُفقدوا الرجل أهميته. ورغم أن الأغنياء هم أكثر الناس احتياجاً لرجال الأمن والعمال وأصحاب الوظائف من هذا النوع، إلا أنهم لا يحرصون إطالقاً على منحهم الإحترام ودعم كرامتهم وقوتهم إلا بعضهم طبعاً. ورغم أن المديرين والرؤساء هم أكثر الناس استفادةً من هيبةِ عمالهم وموظفيهم، إلا أنهم لا يحرصون على منحهم هيبتهم إلا بعضهم أيضاً، ولا يخبرونهم في كل يومِ أنهم قريبون منهم أكثر من إخوانهم من نفس الطبقة العليا، ولا يطمئنونهم أنهم مدعومون في خلافاتهم مع الأخرين إذا كانوا محقين غيرَ متسلطين.
فلأن العمال البسطاء هم أحد أهم أسباب راحتنا وترفيهنا وأمننا ونظامنا، فاظهروا لهم كل الاحترام والدعم مهما ارتفعتم وتنقلتم بين الطبقات، إمنحوهم قوتهم ومَكِّنوهم من تنفيذ النظام عليكم، ليتمكنوا من تنفيذه لأجلكم وهم مُحترومون محفوظو الكرامة والهيبة.