عندما يسألني أحد أصدقائي الذين يعرفون طبيعة يومي عن السبب الذي يدفعني للعمل، والدوافع التي تساعدني أن أستيقظ مبكراً أنهي نومي المريح لأبدأ عملي المرهق وأنا دون ارتباط بمواعيد عمل، ودون انتظار لمكافئة من مدير أو خوف من عقوبة ما! كنت دائماً أجيب إجابة واحدة مباشرة وسريعة، أنا لدي دوافعي التي قمت بتصميمها لتناسبني، ولكن الدافع الأهم هو قائمة مشترياتي. لدي قائمة مشتريات أصممها بحرصٍ لتدفعني بشدة على العمل.
فالأشياء التي لم أقم بشرائها بعد هي أشد نفعاً لي من تلك التي قمت بشرائها فعلا. الأشياء التي قمت بشرائها تنتهي وظيفتها الحقيقية عندما أمتلكها. فأنا لا أعيش لأستخدم الهاتف الذي كنت أخطط لشرائه، ولا لأتجول بالسيارة التي حلمت بها ثم امتلكتها فعليا، ولا لأتكئ على أريكة بنية مريحة في صالة البيت الذي أسكن به. لو عشت لأستخدم تلك الأشياء الأربعة التي اشتريتها بالفعل سيفسد كل شيء. سأصاب بالملل، ثم يصيبني الملل بالخمول، ويصيبني الخمول بالفشل وستنتهي حياتي سريعاً.
الذي يجعل حياتي مفيدة حقاً هي أشياء لم أقدر على شرائها بعد، هي التي تدفعني لمقاومة العشر دقائق الخادعة بعد منبه الصباح لأبدأ عملاً شاقاً لعله يقربني من امتلاكها. لذلك أنا أسعى دائما لتصميم قائمة متطلبات أحبها كما أحب عملي تماماً، أسميها قائمة الحياة. كلما امتلكت منها شيئاً ونقص أحد المتطلبات. أو بالمعنى الجديد، نقص أحد دوافع الحياه، أسعى لإضافة متطلبات أخرى أعلق قلبي بها، ولا أتخيل العمر يمر قبل شرائها، أطور علاقتي بها في كل يوم، فأستيقظ بسهولة لأعمل ولا أنام إلا للضرورة ولا يمر يوم إلا وأنا أنتج شيئاً يقربني من أحد مشترياتي تلك.
في البداية كان لدي قائمة المشتريات التقليدية التي تصممها الحياة لنا ولا نصممها بأنفسنا. تلك القائمة الأساسية التي يعتبرها البعض قائمة العمر، والتي بها سيارة ومسكن وأسرة. إن إمتلكها أحد تكن رسالته قد تمت، فيتوقف عن الإنتاج ويشغل باله ببعض الأمور التافهة وتكن حياته قد أوشكت على نهايتها. وعندما حصلت على المشتريات المهمة في القائمة في عمر مبكر، أصبت بشيء من الذي أخشاه، أصبت بالخمول لفترة قصيرة حتى أدركت فكرتي تلك تجاه الأشياء. أن الأشياء التي كانت تحركني، قد امتلكتها الأن وانتهت وظيفتها. الأن أنا خامل لا أتحرك، لا بد من شيء يحركني، وليكن هذه المرة أكثر إبداعاً لأكن أكثر إنتاجاً وحماساً وحركة.
بالفعل، صممت قائمتي الجديدة بتَفكُرٍ مجنون، فأصبح لدي قائمة مشتريات غريبة تدفعني بجنون في كل صبح، ويبدو جنوني هذا مرهقاً لمن يعرف عدد ساعات عملي وعدد دقائق نومي، لكنه يبدو مناسباً لقائمة مشترياتي الجديدة التي قمت بتصميمها مؤخراً.
فمتطلباتي الجديدة التي بها مثلا طائرة Cirrus Vision الزرقاء الخاصة بي، والتي من أجلها أسعى للحصول على رخصة الطيران الخاص قبل أن أتم عامي الأول بعد الثلاثين لأنني لا أريد أن يأخذني رجل غريب أنا وزوجتي في نزهة فوق المسطحات الخضراء، أريد أن نكون بمفردنا ولا أقبل غير ذلك. هذا الأمر لا يتناسب أبداً مع النوم لثمان ساعات صحية تحافظ على قلبي وعقلي.
والمنزل الذي رأيته معروضا للبيع في موقع JamesEdition به مسبح في غرفة مغلقة يدخلها الهواء والشمس جيدا لكن لا تدخلها الأنظار. والذي كنت أفتح الموقع في كل يوم لأرى هل تم بيعه أم أنه ينتظرني، لا أعتقد أنه سيأتي لو سرقت غفوةً سريعةً بعد سماع صوت المنبه الأول. في الحقيقة هو لا يمكن أن يأتي لو انتظرت سماع صوت المنبه.
كما أنني لا أتخيل أن أصل للأربعين قبل القيام بزيارة للمحطة الفضائية، هذه ليست مزحة! الأمر حقيقي حتى أنني تواصلت مع ناسا عدة مرات من أجل متابعة تفاصيل السفر للمحطة، وعندما أخبروني أن سعر البذلة التي ستستخدم أثناء الرحلة القصيرة يتجاوز العشرة ملايين دولار. عرفت أنني لا بد أن أقلل ساعات نومي أكثر، وأنّ عليّ التفكير في طرق أكثر تعقيداً للربح، وإلا سأنتهي من الأربعين ولم أدرك فرصة مشاهدة الغروب الذي يأتي بعد تسعين دقيقة من شروق الشمس.
نعم، أنا الأن في منزلي التقليدي أجلس على كرسيٍّ كان يوما في قائمة مشترياتٍ قديمة، أكتب هذه الكلمات على جهازٍ قمت بالإدخار يوما لأمتلكه. لكن الذي يحركني حقيقةً هي تلك الأشياء التي أحببتها أكثر ولم أقدر على شرائها بعد، وقد تبدو الطريقة ماديةً جداً، لكنها تعمل معي جيدا. وقد أخبرني أصدقائي أنها تعمل معهم أيضاً، ورغم ماديتها إلا أنني كلما رأيت أناساً بعينهم قد اكتفوا من متطلباتهم وهم يبدو عليهم علامات إنتهاء الحياة في إحباطات وجههم وخمول مشيتهم وقلة إنتاجهم وتفاهة أهدافهم. كلما إزداد حبي لقائمة مشترياتي التي تحملني على الإنتاج وأحرص على ألا تنتهي. فبفضلها أنا لا أذكر يوما ذهبت فيه إلى سريري دون إضافة شيء يُهم، فلو لم يحدث لما كنت ذهبت للنوم وقتها.