بابا! استيقظ فوراً واغمض عينيك وامشِ معنا إلى صالة البيت.
بابا! أغمض عينيك جيداً وثِق بنا تماماً، لن ندعك تصطدم بالحائط أو تدوس بقدميك قطع الليجو.
بابا! لقد وصلنا، افتح عينيك الآن وانظر ماذا رسمنا لك خلف مكتبك “أنا أحب دروبلن، دروبلن هو الأفضل على الإطلاق، أحب دروبلن جداً، أنت سوبر بابا، عملك رائع، أحبك جداً، ورودٌ وابتساماتٌ كثيرة”
يا الله! ما نوع الحب الذي يربطني بهذين الطفلين حتى يؤمنان بي وبعملي وبأحلامي لهذه الدرجة. أنا اعاني حرفياً لأقنع الناس بقيمة العمل الذي أقوم به، أعاني لأقنع المستثمرين والموظفين، أعاني لأقنع العملاء والمتخصصين والمستخدمين والأصدقاء وكل من أريده أن يشاركني في هذا الحلم.
ثم يأتي طفلان يوقظاني من نومي، يسحباني من يدي ويقولان لي بابا! جدد طاقتك، أكمل عملك، تحمس أكثر، لا تتوقف أبداً، نحن نؤمن بك جداً ونحب عملك رغم أنه يبعدك عنا ويجعلنا ننام قبل أن نراك أحياناً كثيرة. هذه الأوراق المعلقة خلف مكتبي الآن هي فعلاً أكبر من مجرد حب، إنها إيمانٌ منهم بي وإيمانٌ منهم بكل ما أقوم به.
قد يبدو الأمر رائعاً وعاطفياً وحماسياً في البداية، لكنه مرعبٌ إلى درجة أكبر. مرعبٌ جداً أن تعرف أن هناك من يثق بك ويحبك ويثق بكل ما تعمل ويحبه. الأمر رغم أنه يشجعك ويحمسك إلا أنه يجعلك أكثر حرصاً على كل أفعالك واختياراتك، على كل كلماتك وقراراتك، الأمر يجعلك أكثر حرصاً أن تختار أعمالاً ومواقفاً مشرفة وأن تتقن ما تقوم بيه حتى نهايته لأن هناك من يحبك ويحب كل ما تحبه ويحب كل ما تقوم به ويراك قبلته، ولأنك عليك ألا تحبط من يحبوك أبداً. الأمر يجعلك أيضاً ممتناً لأن هناك من يربيك كما تربيه ويعلمك كما تعلمه ويدعمك كما تدعمه وينفق عليك كما تنفق عليه. الأمر يستحق أن أدَّخر كل طاقتي من أجله، الأمر أكبر من مجرد حب.