من الطرق اللي بستمتع بيها جداً وانا بربي طفل لسة مولود إني ما بتعاملش معاه على إنه طفل، بتعامل معاه على إنه معجزة حقيقية، خيال علمي، حاجة معقدة فوق الوصف. الأطفال الكبار شوية بكون اتعودت على حضورهم وحركتهم وكلامهم ولعبهم فبحس إن كل ده منطقي وطبيعي، لكن الطفل اللي لسة مولود بيجدد عندي الشعور بالمعجزة تاني وببدأ اتعامل معاه بمنظور مختلف تماماً، بحس إني عايش جواه وشايف الجهاز العصبي بتاعه كأنه شبكة منظمة وعليها بيانات، شايف الروابط اللي بتتبني في دماغه كأنها خيوط ممدودة قدامي، شايف الأجزاء اللي بتتكون مع كل حركة وهمسة حواليه كأنها قطع مكعبات، وببدأ استمتع بالتعامل معاه وأنا شايف الشبكة والخيوط وقطع المكعبات وهم بيترتبوا قدامي وبحاول اساعده عشان يرتبهم بالشكل السليم.
بستمتع وانا براقبه وهو بيرفص برجله عشان متضايق وعايز يغير هدومه، وأول ما افتح الكباسين بتاعة الهدوم الاقيه سكت للحظة كدة عشان خلاص الرابط الأول اتكون وفهم ان الصوت ده معناه إن حد هيغيرلي البامبرز وهينضفني، ساعتها ما بحبطهوش وبجري اغيرله البامبرز بسرعة وانضفه وادلعه شوية بالمية عشان الرابط ده يتأكد، ومن هنا الكباسين بتبقى أول لغة حوار بيني وبينه وديه اول عبارة بيفهمها في حياته “أنا اتضايق، بابا يفك الكباسين، أنا اتطمن إن حد هينضفني واهدى، بابا يشوف هدوئي فيعرف اني فعلاً كنت محتاج اغير البامبرز من غير ما يقرب مني ويشم هدومي ويحرجني”
التعامل مع الطفل وانا متخيل قدامي جهازه العصبي ممتع لدرجة غريبة وبيخليني اعرف اتواصل معاه وافهمه ويفهمني واربيه من أول ساعة في حياته، وبستمتع اكتر لما اشوف النتايج قدامي من أول يوم، واشوفها وهي مستمرة لسنين بعد كدة. بستمتع وانا صادق معاه في كل موقف وكل إحساس عشان احمي الروابط المنطقية عنده، بستمتع لما افضل اراقبه عشان اعمله اللي هو محتاجه قبل ما يفكر يعيط، وبكدة بنقذه من إنه يتكون عنده رابط إن العياط ده لغة حوار بتسرع الاستجابه، وبستمتع أكتر لما يعدي سنتين والاقيه طفل عنده سنتين بيتكلم معايا بعقل وهدوء ويتفاهم معايا من غير عياط وفرهدة واحس ساعتها إني نجحت في ترتيب جزء من الخيوط والروابط والشبكة اللي في دماغه صح وريحت قلبه وريحت قلبي. بستمتع لما اقعد اكلمه بصوت عالي وافضفض معاه وانا بدلك جسمه وبحطله كريمات عشان يتكون عنده رابط إن صوت بابا مربوط بالأمان والكلام مع بابا دايماً مصحوب براحة، واستمتع أكتر لما يعدي ٣ سنين والاقي ولادي في قمة راحتهم وإحساسهم بالأمان وهم بيتكلموا معايا وأول ما يتحطوا في مشكلة ويقلقوا، صوتي يطمنهم ويريحهم، وبحس تاني إني نجحت في تطوير الروابط وتنظيمها زي ما كنت بتمنى.
التعامل مع الطفل ومع روابطه من جوه كان ممتع جداً مع فراس وفيروز ونتيجته كانت ممتعة ومبهرة ولسة مستمر معاهم بنفس الطريقة، وبفضل الله انضم للطريق عزيز وبدأت معاه رحلة جديدة، رحلة بنخلق فيها لغة قبل الكلام، رحلة بنتفق فيها على طريقة تواصل بينا من أول يوم، رحلة بعرفه فيها على العالم اللي حواليه من غير ما استناه لما يتكلم، رحلة بإذن الله تكون موفقة، بتمنى إن ربنا يكرمنا فيها ويوفقنا ويثبتنا على الطريق ويزيد استمتاعنا بيه