يوماً ما في مرحلةٍ ما من عمرك، ستدرك أن لا صحة لتصنيف الناس أنهم أذكياء أو أغبياء. وبعد أن كنت في مراهقتك لا تتحمل أولئك الذين تصفهم بالغباء، ستصبح أكثر صبراً تجاههم وأكثر لطفاً في التعامل معهم. ستدرك أن الناس قسمين، قسمٌ ذكيٌ مبدع، وقسمٌ آخر يشعر بالإحباظ والإرهاق والضغط وليس لديه من الرفاهية ما يساعده أن يُظهر ذكائه أو نقاط قوته.
أنا لا أتواضع إطلاقاً في وصف نفسي أنني ذكيٌ ومنطلقٌ وأحاول بشدة أن أكون مبدعاً، لكنني عندما أفكر في الأمر بمنطقية، أدرك أنني كنت معرضاً أن أكون من القسم الآخر في أي وقتٍ من حياتي. فلو كان قد تم إحباطي من أهلي عندما قلت لهم قبل ثلاثة عشر عام أنني سأشتري بمصروفي شيئاً غريباً عليهم إسمه Domain Name، لما كنت منطلقاً اليوم بهذا الحد. اعتقد أنهم لو لم يجلسوا بجانبي وقتها لثلاث ساعات يساعدوني في البحث عن Domain يعجبني كأنهم يعرفون ما هو الدومين من طفولتهم، لما كنت شيئاً مما أنا عليه الآن. وعندما أخبرتهم بكل بساطة أنني سأغير مجال دراستي وعملي وسأعود أعواماً للوراء وسأخاطر بتهورٍ وسذاجة، لو كانوا أحبطوني وقتها أو جعلوني مرتبكاً تجاه قراري لكنت الآن من أولئك الذين يتم وصفهم بالمرهقين والمحبطين في نظرة الأجيال التي أدركت الأمر، ولكنت من أولئك الذين يتم وصفهم بالأغبياء في نظرة الأجيال الأخرى التي لم تستوعب الأمر بعد. فشكراً لهم على وضعي هنا، وشكراً لغيرهم الذين لا يُحبطون ولا يُرهقون. ورفقاً بالقسم الآخر فإنهم ليسوا أغبياء، لكنهم مُرهَقون.