من ساعة ما عزيز نور الدنيا وفي حالة غريبة من القلق عند الناس إن فراس وفيروز يكونوا بيغيروا منه، ناس بتقدملي نصايح اعملها عشان فراس وفيروز ما يحسوش بغيرة ناحيته، ناس بتسألنا بتتعاملوا مع موضوع الغيرة ازاي، ناس بيعاملوا فراس وفيروز بلطف مبالغ فيه عشان يساعدونا إنهم ما يحسوش بغيرة من اخوهم.
خليني أقولكم حاجة كدة لاحظتها من تجربتي مع الأطفال سواء فراس وفيروز أو أطفال آخرين. اللي لاحظته إن أغلب مشاكل السلوك عند الأطفال بيكون سببها مبالغات من الأهل في التعامل مع مشاكل ما حصلتش أصلا، مبالغات من الأهل عشان يتجنبوا مشاكل سمعوا بس إنها بتحصل. كمية المبالغات ديه بتكون عامل ملهم جداً للأطفال إنهم يعملوا المشكلة اللي الأهل خايفين منها. يعني ممكن تلاقي كلام كتير قدام الطفل عن موضوع الغيرة، كلام كتير موجه للطفل عن احساسه ناحية اخوه، كلام كتير موجه للطفل إنه مينفعش يغير من اخوه، كلام كتير لغاية ما الطفل فعلا يحس إن الغيرة ديه أمر واقع لازم يتم مع إنه أصلا ما كانش فاهم يعني ايه غيرة وما كانش ناوي يحس بيها، ولو كنا سبناه يعيش احساسه الطبيعي بحضور الأخ الجميل اللي هيملى حياته لعب ومشاركة نشاط، كنا هنلاقيه متحمس ومبسوط وممتن لوجود شخص جديد معاه في البيت بيشارك معاه نفس الأهل. الكلام ده مش بس في الغيرة، الأهل على طول بيكونوا مصدر الهام للأطفال إن سلوكهم ينحرف. بتلاقي أهل بيتغامزوا من ورا الأطفال خوفاً على مشاعرهم، أو بيكدبوا على أطفالهم خوفاً من ردود أفعالهم، أو بيضحكوا على أطفالهم ويقولولهم يدخلوا يجيبوا حاجة من الأوضة عشان الأب أو الأم يخرجوا بسرعة من غير ما ولادهم يعيطوا. كمية تلاعب بسلوك الأطفال كفيلة إنها تلهم الطفل إنه يخاف ويغير ويعيط ويضرب ويتعصب وما يثقش في أهله ويتمرمغ في الأرض من غير سبب، كمية تلاعب بالطفل كفيلة إنه يكتسب سلوك مؤذي ليه وللي حواليه. في حين إن احنا لو اتعاملنا ببساطة من غير مبالغات في تجنب المشاكل هنلاقي الطفل وعيه بيزيد أسرع، إحساسه بالمواقف أعلى، فهمه لجوانب الحياة أكتر وهيكون طفل سهل متعاون مش مرهق في أي موقف.
بالنسبة لمصطلح الغيرة ده ملوش أي وجود في قاموس فراس وفيروز، ما سمحناش لنفسنا ولا لحد إنه يقول الكلمة قدامهم أو يلمح للسلوك ده قدامهم، هم ما يفهموش إن ديه حاجة ممكن يحسوها أو يمارسوها، وفطرتهم خلتهم مستمتعين بحضور عزيز لدرجة مبهجة، مستمتعين بحضوره لدرجة إنهم بيعملوا حاجات احنا ما طلبناهاش منهم، بيعملوها بس عشان يرحبوا بيه ويسهلوا عليه الحياة ويستقبلوه استقبال يليق بالسعادة اللي حققهالهم.
الصورة الأولى ديه يوم ولادة عزيز وفيروز ماسكة ليفة وبتنضف البيت ومكتبها ومنطقة اللعب من التراب عشان عزيز ما يتعبش أو يجيله حساسيه. والصورة التانية بعد ما فيروز نادت عليا عشان البسها الساعة وفراس بيقولها هاتي البسهالك انا عشان ماما وبابا تعبانين من الصبح مع عزيز. دول كدة مش أطفال خارقين، دول أطفال عاديين جداً لم يتم التلاعب بيهم ولا بمشاعرهم ولا بسلوكهم ولا بفطرتهم، دول أطفال سبناهم زي مهم وسبناهم يحسوا ويعبروا زي ما هم عايزين فطلعوا كدة وفخورين بيهم وهم كدة