لخطأ ما لا داعي لذكره حالياً قد تغير أسلوب حياتنا لفترة وقد أصبح فراس مهووساً بالأبطال الخارقين. لا يتقبل أن يناديه أحد فراس، يطالب منا ومن أخته أن ناديه “سبايدر مان” في بداية الأسبوع و “سوبر مان” في منتصف الأسبوع” و “كابتن أميركا” في يومي الخميس والجمعة. وكان يبحث في الحديقة أمام المنزل عن عنكبوت أو حشرة لها هيبتها لتلدغه فتغير إسمه وتزيد قدراته وتحوله لبطلٍ خارق كما يحدث في أفلام مارفل. كان الأمر فكاهياً في البداية لكنه بدأ أن يزيد إلى حد الهوس الذي يستوجب التدخل. حاولت التأني كثيراً حتى ذهبت إليه مرةً بعد اليوم المدرسي فوجدت أصداقه ينادونه سبايدر مان وقد بدا أنهم مجبرون على ذلك أو أنه لم يخبرهم إسمه الحقيقي.
ركبنا السيارة وبدأت سؤاله عن يومه الدراسي كالعادة، وكالعادة أيضاً أخبرته أنني اشتقت إليه فأخبرني أنه اشتاق إلي أيضا ثم سألته “هل تحبني يا فراس!”. ضحك ضحكته القصيرة الناضجة التي تعني الإستعجاب أو السخرية بأدب، وقال أحبك جداً. قلت هل تحب سبايدر مان أكثر أم تحبني أكثر! قال بدون تردد وبدون خجل وبدون تصنع “أحب سبايدر مان أكثر بكل تأكيد” — لماذا! — لأنه خارق وذكي وبطل. قلت له لكنه ليس أذكي مني ومنك بكل التأكيد. ضحك ضحكته القصيرة الناضجة الساخرة مرة ثانية وقال بل هو أذكى منا بلا أدنى شك. قلت ما هي سيارة أحلامك يا فراس. قال أنت تعرف أنني أحب ال “بي إم دبليو” أكثر من أي شيء — وما هو نوع السيارة التي استطاع سبايدر مان أن يشتريها؟ صمت قليلاً وقد فهم ما أريد أن أقوله وعرف أنه قد بدأ يتورط في الاقتناع، ثم رد بخيبة أمل “ليس لديه سيارة، إذن أعترف أنك أذكى منه في اختيار السيارة فقط” ضحكت من قلبي وأنا أقول له “يا الله، كيف تشعر أنه أذكى منك. لو سألت سبايدر مان هذا السؤال لما استطاع أن يرد علي بهذه اللباقة” أنت عبقري يا فراس. سأخبرك سراً لا تعرفه، سبايدر مان لم يشترِ البي إم دبليو لأنه لا يستطيع أن يقوم بالأعمال التي أقوم بها ولا يستطيع خدمة الناس بالقدر الذي أخدمهم به ولا يستطيع السهر ليلاً لابتكار أشياء رائعة تفيد الناس. ولذلك فهو لم يحصل على راتب شهري يمكنه من شرائها. ولأنني أذكى منه كثيراً قد قمت بتحقيق أحلامك وشرائها فقط لأنك تحبها ولأنني أحبك. أنت أيضاً يا فراس ستحقق أحلاماً أكثر من التي حققها سبايدر مان. ولأنك بطلٌ خارقٌ عبقريٌ سأقدم لك مفاجئة عندما نصل إلى المنزل.
وصلنا إلى المنزل وأجلسته على مكتبي وقلت له يا سوبر فيرو ما رأيك أن نصنع شخصية تتناسب أكثر مع ذكائك فالناس تحبك وتتمنى أن تشبهك. هاك الأي باد وتطبيق الرسم وهاك القلم، قم برسم ملابسك والشعار الذي يميزك وسأصنع لك الملابس بشعارك المميز فأنت تستحق هذا بفضل صفاتك الخارقة، أنت ذكي حنون مجتهد سريع كريم قوي تتحدث بلباقة وتحرز أهدافاً رائعة في لعبة فيفا وتلتقط صوراً رائعة تحت الماء وعيناك مفتوحتان وستلتحق بفريق أتليتيكو وتحقق له دوري أبطال أوروبا في عام ٢٠٣٦ أو ستكون عضواً أساسياً في فريق رحلة المريخ في نفس العام، وبدأت عد صفاته الكريمة الرائعة مخلوطةً ببعض الصفات البدنية والصفات الطفولية السطحية والصفات المستقبلية حتى لا يشعر بخدعة التوجيه للأخلاق وحسب، وبدأ هو أيضاً يساعدني في تذكر صفاته الرائعة التي كانت غائبة عن باله. قمنا برسم الشخصية وتفاصيلها وحرف ال “فاء” المرسوم على صدرها ثم قمنا بشراء موقع superfiro-dot-com على أن يتم تجهيزه لاحقاً للسوبر فيرو وتم الاعتراف بي أخيراً أنني أكثر ذكاءً من سبايدر مان وفراس كذلك. وعادت أيام الأسبوع لطبيعتها، لا بات مان في منتصف الأسبوع ولا كابتن أميركا يومي الخميس والجمعة وأصبح أصدقائه في المدرسة ينادونه يا فراس وأصبحت أناديه يا فراس أحياناً ويا سوبر فيرو أحياناً أخرى.