عارفين لما تروحوا لحد تفرجوه على صور وتطلبوا منه يعمل زيها، وبعد ما يخلص يعملكم حاجة تانية خالص ويقعد يحلف انها زي الصورة بالظبط. أو لما حد يقولكم شفتوا الطريق الجديد، عامل زي طرق أوروبا بالظبط ولما تروحوا تشوفه تلاقوه طريق حلو بس مفيش مقارنة خالص بينه وبين أوروبا. الناس ديه ما بتكونش بتكدب ولا بتبالغ، بالعكس هم فعلاً شايفينهم زي بعض وبيتكلموا بصدق جداً.
طيب عارفين لما بتقابلوا اتنين توأم وتفضلوا شايفينهم شكل بعض ومش عارفين تفرقوا بينهم، بس تكتشفوا إن أهلهم بيفرقوا بينهم بسهولة جدا، وانتوا كمان لما تقربوا بينهم أكتر هتبدأوا تفرقوا بينهم زي أهلهم. ده بيحصل عشان العين أول ما بتقابل حاجة ما بتعرفش تشوف التفاصيل الصغيرة اللي فيها، بتشوف التفاصيل المركزية بس. انتو بتشوفوا الاتنين مناخيرهم نفس الحجم وعنيهم نفس الشكل ولون بشرتهم زي بعض وبتكونوا متخيلين إن هي ده بس التفاصيل اللي محددة شكلهم. بعد فترة واحتكاك كتير وتعمق في شكلهم بتبدأوا تكتشفوا تفاصيل صغيرة مهمة، في حد عنده حسنة صغيرة. واحد دقنه اطول شوية. واحد عنده حاجب مرفوع اتنين ملي لفوق وهكذا، وبتكتشفوا إن التفاصيل ديه صغيرة بس جوهرية جدا لدرجة إنها بتفرق شخصين عن بعض.
وهكذا الراجل اللي بيقعد يحلفلكم إن الشغل اللي عمله شبه الصورة وإن الشارع زي شوارع أوروبا بالظبط هو بيكون مش شايف أي تفاصيل من شوارع أوروبا غير التفاصيل المركزية، إن الأسفلت لونه غامق ومرسوم عليه خطوط بيضة عريضة. فمجرد ما يتعمل شارع جديد فيه التفصيلتين دول بيحس انه نسخة من أوروبا، عينه ما بتكونش جابت التفاصيل الجانبية زي شوية الرملة اللي موجودين على جنب الطريق للأبد، والخطوط المعووجة، والحارات اللي مش قد بعض، والتمويجات اللي في الطريق وتفاصيل كتير صغيرة غير التفاصيل المركزية وفعلا التفاصيل الصغيرة ديه في الآخر هي اللي بتكون أهم وهي اللي بتفرق الشارعين عن بعض وبتخلي واحد نضيف وأمان ومريح والتاني عادي.
عشان كدة أي حد بيجي يتعلم مني حاجة بنصحه إن أول خطوة يعملها في رحلة التعليم إنه يقضي الشهر الأول بيعمل “غسيل عين” شهر ما بيعملش أي حاجة غير إنه بيجيب أعظم الأمثلة والأعمال في المجال اللي هو بيتعلمه ويتفرج عليهم، يقرب منهم يركز فيهم ويذاكر كل تفاصيلهم الجانبية بعد ما تكون عينه خلاص تجاوزت مرحلة التفاصيل المركزية. شهر بيشوف فيه حاجات عالمية وسوبر هاي كواليتي في المجال بتاعه لغاية يستوعب ليه الحاجت ديه نجحت وايه التفاصيل الجانبية اللي خلتها تنجح وتبقى عالمية وهاي كواليتي. بعد غسيل العين بيكتشف إنه ما بقاش متقبل يعمل شغل عادي ولا يشوف شغل عادي في مجاله، أي شغل قدامه بيحس انه ناقصه تفصايل والأهم انه بيكون مدرك ايه هي التفاصيل اللي ناقصة عشان الشغل ده يبقى عالمي وساعتها بيعرف يطور نفسه ومستواه ويطور شغله وشغل غيره. قاعدة غسيل العين ديه بدون استثناء بتنفع في كل المجالات. بتنفع في المجالات الفنية والابداعية والهندسية والأدبية والتجارية وكل حاجة بدون حصر. يعني أياً كان مجالك هتلاقي فيه منطقة تغسل فيها عينك وتقرب من الحاجات العظيمة والناجحة والعالمية في المجال وتدخل جوه اعماقها لغاية ما توصل لأصغر تفصيلة كانت سبب في نجاحها وديه اللي هتكون سبب في نجاحك بعد كدة وسبب إنك تبقى إنسان عالمي بتقدم شغل عالمي.