من الأفكار اللي غيرتها في حياتي وغيرتلي حياتي، إني بدأت اتعامل مع الوقت على إنه ملكية عامة. زمان كنت بشوف الوقت ملكية خاصة يعني لو ضيعت ربع ساعة من عمري فانا ضيعت ربع ساعة من ملكي الخاص، ولو اتأخرت على واحد صاحبي عشر دقايق وقعد انتظرني في مكان يبقى صاحبي جاملني في عشر دقايق من بتوعه زي ما انا هجامله في عشر دقايق من بتوعي في موقف تاني.
وبعدين اكتشفت ان الموضوع ما بيتحسبش كدة خالص، أنا لما بتأخر على صديق ليا عشر دقايق وهو بعد معادنا ده عنده اجتماع في الشغل مثلاً مع ١٠ زمايله، غالباً هو هيتأخر عليهم وهيضيع من كل واحد فيهم ١٠ دقايق يعني مجموعهم مية دقيقة، وده غالباً هيخلي الميتنج يخلص متأخر عشر دقايق وكل واحد منهم لو عنده مشوار مع أسرته اللي فيها اربع اشخاص هيتأخر عليهم نفس العشر دقايق وهيكون مجموع التأخير ٤٠٠ دقيقة لو كملت الحسبة كدة هلاقي اني على آخر اليوم ممكن اكون سبب في إهدار ١٠٠ الف دقيقة أو اكتر.
اكتشفت ساعتها إن الموضوع مرعب، لما كنت فاكر الوقت ملكية خاصة كان الموضوع تافه ولا يستحق التعب والتركيز إني اوصل في معادي بالظبط، لما كونت فكرة إن الوقت ملكية عامة لقيت إني لما بتأخر دقيقة ممكن بسببها اكون اهدرت مليون “دقيقة مجتمعية” وديه الوحدة الجديدة اللي بقيت بقيس بيها الوقت الضايع. يعني لما بلاقي نفسي ضيعت اسبوع كنت المفروض اشتغل فيه على مشروع متوقع ان ٢٠ الف شخص يستفيدوا منه، بحسب عدد دقايق الأسبوع وبضربه في عدد الناس اللي اتأخرت عليهم بلاقي اني ضيعت ١٢ مليار و ٩٦ مليون “دقيقة مجتمعية” فطبعاً بلم نفسي واقوم اشتغل وكفاية فساد في المجتمع أكتر من كدة. ولو عندي معاد مع شخص بختار اني اعمل حسابي واظبط نفسي على الخروج بدري نص ساعة من وقتي الخاص في سبيل اني ما اتأخرش عليه دقيقة واحدة واكون سبب في تضيع ٢٠٠ الف دقيقة مجتمعية آخر اليوم. جربوا احسبوا الوقت بالشكل ده هتلاقوا الموضوع يستحق الاهتمام والتركيز وهتكتشفوا ان انتو مهمين جداً ودقيقتكم ليها معنى حقيق وهتبدأوا تشوفوا الزمن والبشر والطاقة والمجتمع والعمل الجماعي وأثر الفراشة واحترام المواعيد والحاجات ديه كلها بشكل مختلف.