بنت مصرية مشتركة في Arabs Got Talent عشان حد أقنعها إنها شبه سعاد حسني، البنت كانت مؤمنة بالموضوع جداً وبتغني وترقص بكل اقتناع بس هي أبعد ما يكون عن سعاد حسني وتكاد تكون معندهاش أي موهبة فنية. البنت حطت نفسها في موقف محرج وطبعاً علي اللي في لجنة الحكام ادها ال X واحمد حلمي نفس الموقف، ونجوى كرم سابتها تغني لغاية الآخر خالص. بعد ما الأغنية خلصت نجوى كرم قالت أنا سبتها عشان حسيت إنها نفسها تعمل كدة، فحبيت إنها تكمل الفقرة للآخر عشان يكون ليها فقرة وهي بتغني لسعاد حسني وتحتفظ بيها.
عجبتني أوي كلمة نجوى كرم وافتكرت موقف مضحك حصل معايا وانا صغير، كنا عايشين في منطقة في لبنان والناس اللي فيها كلهم بيحبوا يلعبوا سلة، ما كنتش لاقي حد خالص بيحب الكورة يلعب معايا. وكان نفسي العب كورة جداً فنزلت بالليل متأخر حطيت عارضتين وجبت الكورة وتخيلت إن في ناس بيلعبوا ضدي، وعمال اجري لغاية الجون وكأن حد قطعها مني، وارجع تاني واقع على الارض وازعق وعامل ازعاج جامد جداً ومش عايز اجيب الجون لزوم الدراما كأن في فريق قدامي بجد. وبعدين عملت ترقيصتين حلوين كدة ورحت جايب الجون ومصوت وقايل هييييييييه، أنا قلت الهيييييه من هنا ولقيت الناس بتصقفلي من البلكونة، وواحد راح قايلي “يا حبيبي شو ها الجول الحلوووو، بس هلأ الوقت كتير اتأخر، فينا نطلع ننام يا حبيبي” أنا طبعا وقفت مش عارف انطق في نص الحفلة اللي بتحصل ديه، بس اتعلمت دروس محترمة جداً. اتعلمت إني اخد بالي من الناس، اخد بالي من الوقت، اخد بالي من نفسي ومن الإزعاج اللي بعمله، اخد بالي من منظري قدام الناس. اتعلمت كل ده في لحظة من غير ما اكون متضايق، مش متضايق أبداً عشان عملت اللي كان نفسي فيه وجبت الجون الموقف ده كان موقف تربوي من الدرجة الأولى، وتربوي من الناس والمجتمع مش من أهلي وفرق معايا في تكوين شخصيتي بجد. وانا متأكد إنهم لو كانوا قفلوني من الأول ما كنتش هحس اني غلطان، كنت هحس إنهم رخمين أو ما بيحترموش الأطفال واللعب. لكن هم اقنعوني إنهم مش رخمين، أقنعوني إنهم فعلاً عايزيني اتبسط لكن أنا اللي عامل تصرف غلط ومختار وقت مش مناسب، فده خلاني تقبلت الموقف وانا مبسوط ومستفيد منه.
ورغم إن علي اللي في لجنة الحكام لبناني برده، بس بصراحة الطبع الأغلب في الشعب اللبناني هو التصرف بتاع نجوى كرم، عندهم درجة ذوق ورقي وهدوء عالية جداً، عندهم درجة مراعاة للمشاعر تخليك تتطمن وانت عايش معاهم وتتطمن وانت بتغلط وتتطمن وانت بتلعب وانت بتتبسط وانت بتعمل أي حاجة على مزاجك. الذوق اللبناني العالي ده والهدوء واحترام الانبساط والفرحة والأطفال ضروري جداً إنه يكون متوفر في كل المجتمعات عشان المجتمعات كمان يكون ليها دور في تربية طفل سوي ويساعدوا الأهالي، مش بس الأب والأم اللي يكونوا شايلين الدور ده لوحدهم.