محاضر مصري ناجح جدا كان بيحكي مرة عن طفولته، فبيقول وهو في المدرسة لما المدرس كان بيطلب منه يتكلم كان بيتوتر جدا وبيعرق وجسمه بيرتعش عشان خايف يغلط وصحابه يضحكوا عليه.
المشكلة ديه تقريبا كل أطفال مصر كانوا بيعانوا منها، وديه كارثة ممكن تخلي ناس عندها قدرات جبارة تطفي نفسها بسبب خوفها من السخرية.
الشخص اللي كان بيحكي قصته، قدر يدرب نفسه وبذل مجهود كبير جدا عشان يتغلب على المشكلة ديه ويوصل للنجاح اللي هو فيه. لكن مش كل الناس عندها القدرة تبذل مجهود زيه. في ناس كتير عندهم إمكانيات قوية بس معندهمش القدرة يتغلبوا على كسوفهم وخوفهم من السخرية. الناس ديه بتفضل عايشة في صمت وتنتهي في صمت من غير ما نستوعب قوتهم ولا نستفيد من إنجازاتهم.
وبما إننا مجتمع ساخر جدا لأبعد الحدود وأتفه الحدود، والسخرية عندنا أكبر مصدر للضحك والترفيه. فاحنا بنحرم نفسنا كل يوم من عقول جبارة وبنحرم المجتمع من عظماء محتملين كانوا ممكن يغيروا حياتنا، بنتحرم منهم لمجرد إنهم مكسوفين من سخريتنا.
فلازم زي ما احنا بنعلم ولادنا يبقى عندهم ثقة في نفسهم، نعلمهم برده إنهم يحافظوا على ثقة الأخرين في نفسهم، الأخرين مهمين في حياتنا زي ما ولادنا مهمين. علموا ولادكم ما يسخروش من حد، علموهم ما يضحكوش على كلام حد ولا على لهجته ولا نطقه، علموهم يحترموا الأخرين حتى لو قدراتهم أقل منهم، علموهم “لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن” وعلموهم “ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب”.