لو بتقرأ في التاريخ هتلاقي إنك كل ما ترجع بالتاريخ لورا أكتر، كل ما الفساد بيكون منتشر أكتر والقتل بيكون أسهل والظلم بيكون طبيعي جدا. ورغم كل المشاكل والظلم اللي موجودين في العالم، بس الإنسان كل زمن بيرتقي أكتر من الزمن اللي قبله، والحياه بتكون أجمل وأكتر سلمية.
والزمن بتاعنا دلوقتي فعلا يعتبر من أهدى العصور في تاريخ البشرية مقارنة بزمان.
حتى لو بصيت على نطاق أضيق من كدة في فترة حياتك إنت، هتلاقي الناس اللي حواليك (حتى لو بيشتكوا كتير)، بس النسبة الأكبر منهم حياتهم اتحولت للأحسن. بيوتهم بقت أوسع، لبسهم بقى أنضف، وسائل الترفيه اللي عندهم بقت أكتر.
ورغم الواقع إن الحياة على طول بتتحول للأحسن. بتلاقي في كل زمن نوعين من البشر.
النوع الأول وهم الأقلية، ودول بيكونوا أسوياء جدا لدرجة إنهم مدركين الحقيقة ديه، ومقتنعين إنهم اتولدوا في أجمل وقت ممكن، وإن الزمن بتاعهم أكيد أحسن من الزمن اللي قبله. وهو أنسب زمن ليهم، وفرصتهم فيه أحسن بكتير، دول مفيش أي حجة بتعطلهم، بيكونوا مستمتعين بعمرهم جدا، وفي نفس الوقت بيكونوا رواد أعمال ورواد في مجالهم ورواد في تحسين الزمن، بيساهموا إن كل عصر يكون أحسن من اللي قبله، وبيسلموا الزمن للقادمين بشكل أجمل.
النوع التاني وهم الأغلبية. دول بيكونوا قاعدين بياكلوا ويشربوا ويهزروا، وفي أخر كل قعدة لازم يختموها بجملة “فيييين أيام زمان!!!”. وهم لا عارفين أيام زمان كانت عاملة ازاي، ولا كان بيحصل فيها إيه. ولا مستوعبين الذل اللي كانوا هيتذلوه لو كانوا اتولدوا زمان. ودول غالبا بيقضوا عمرهم كله شايفين إن أيام زمان كانت أحلى وإن زمانهم مفيش فيه أي خير. ولا بيعرفوا يستمتعوا بعمرهم، ولا بيفيدوا الناس اللي حواليهم، ولا بيساهموا إن الزمن اللي بعدهم يكون أحسن.